هوايات تنشط عقلك وتحافظ على شبابه... تعرف عليها
وجدت دراسة دولية واسعة النطاق أن بعض الهوايات الإبداعية كالموسيقى والرقص والرسم، وحتى بعض ألعاب الفيديو، قد تساعد في الحفاظ على شباب الدماغ بيولوجياً.
وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة بتحليل بيانات أدمغة أكثر من 1400 بالغ من جميع الأعمار حول العالم، ووجدوا أن أولئك الذين يمارسون هذه الهوايات بانتظام يُظهرون أنماطاً دماغية تبدو أصغر من أعمارهم الحقيقية.
ووفقاً للدراسة، فإن حتى الفترات القصيرة من النشاط الإبداعي، مثل ممارسة ألعاب الفيديو لبضعة أسابيع فقط، كان لها فوائد ملحوظة.
وجمع العلماء بيانات الدماغ من أشخاص ذوي خبرة متقدمة في رقص التانغو والموسيقى والفنون البصرية (مثل الرسم والنحت والتصوير) وألعاب الفيديو، كما استعانوا بأشخاص لا يمارسون أياً من هذه الهوايات للمقارنة.
إضافةً إلى ذلك، خضعت مجموعة ثالثة لتدريب قصير المدى في لعبة ستار كرافت 2، وهي لعبة فيديو استراتيجية، ليتمكن الباحثون من معرفة تأثير تعلم مهارة إبداعية جديدة على الدماغ خلال بضعة أسابيع فقط.
وخضع جميع المشاركين لمسح دماغي بتقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتخطيط كهربية الدماغ المغناطيسي (MEG)، والذي أُدخل في نماذج ذكاء اصطناعي تُقدّر عمر الدماغ بيولوجياً مقارنةً بالعمر الزمني للشخص.
ثم استخدم الباحثون نماذج حاسوبية متقدمة لاستكشاف أسباب حماية الهوايات الإبداعية للدماغ، ووجدوا أن الهوايات تُساعد على تقوية الشبكات المسؤولة عن التنسيق والانتباه والحركة وحل المشكلات، والتي قد تضعف مع التقدم في السن.
وأظهر الأشخاص الذين مارسوا هذه الهوايات لسنوات طويلة أكبر انخفاض في عمر الدماغ، ولكن حتى المبتدئون أظهروا تحسناً كبيراً، حيث عززت الألعاب الاستراتيجية مؤشرات عمر الدماغ بعد حوالي 30 ساعة من التدريب.
وقال الدكتور كارلوس كورونيل، المؤلف الرئيسي وزميل ما بعد الدكتوراه في المعهد العالمي لصحة الدماغ، بكلية ترينيتي في دبلن، في بيان: «من أهم استنتاجاتنا أنه ليس بالضرورة أن تكون خبيراً في هواية ما للاستفادة من آثارها الإيجابية على الدماغ».
ووفقاً للباحثين، يُعد هذا أول دليل واسع النطاق يربط بشكل مباشر بين هوايات إبداعية متعددة وإبطاء شيخوخة الدماغ، على الرغم من أن الأبحاث السابقة ربطت الإبداع بتحسن المزاج والرفاهية.
وقال الدكتور أوغستين إيبانيز، الذي شارك أيضا في الدراسة، في بيان: «يبرز الإبداع كعامل حاسم لصحة الدماغ، يُضاهي التمارين الرياضية أو النظام الغذائي». وأضاف: «تفتح نتائجنا آفاقاً جديدة للتدخلات القائمة على الإبداع لحماية الدماغ من الشيخوخة والأمراض».
ومع ذلك، حذّر الباحثون من أن النتائج لا تزال مبكرة وتأتي مع بعض القيود، بما في ذلك أن معظم المشاركين كانوا بالغين أصحاء، وأن الدراسة لم تتتبع الأشخاص على المدى الطويل للتأكد من تسبب الهوايات في انخفاض خطر الإصابة بالخرف لديهم فيما بعد.
المصدر: الشرق الأوسط