رفعت حكومة إقليم كردستان، خلال اليومين الماضيين، درجة الاستنفار تحسباً لهطول أمطار غزيرة يُتوقع أن تضرب المنطقة، وسط تحذيرات من ارتفاع مخاطر الفيضانات في المناطق المنخفضة.
وقالت مديرية الأنواء الجوية في الإقليم، اليوم الأحد (7 كانون الأول 2025)، إن "الطقس سيكون اليوم غائماً وماطراً بشكل عام، مع ازدياد سريع في سرعة الرياح، وانخفاض في درجات الحرارة، وتساقط للأمطار في جميع المناطق".
من جانبه، أوضح آسو كمال، المدير السابق لمديرية الأنواء الجوية في محافظة السليمانية شرقي الإقليم، في تصريح لـ"روداو"، أن "حالة عدم الاستقرار الجوي وغزارة الأمطار غير المعتادة ترفع من احتمالات حدوث فيضانات وارتفاع مناسيب المياه في المناطق المنخفضة والأودية، وإن لم يكن ذلك في جميع أنحاء إقليم كوردستان".
وأضاف أن "ذروة هذه الموجة ستكون خلال 48 ساعة يومي الاثنين والثلاثاء، حيث تكون احتمالية الفيضانات أكبر في المناطق المنخفضة خلال تلك الفترة".
وفي السياق ذاته، حذّرت بلدية أربيل اليوم الأحد من "رمي النفايات أو المخلفات في المصارف ومنهولات الصرف الصحي أو إغلاقها"، داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن أي انسدادات في شبكات التصريف، و"عدم السماح لأي جهة برمي النفايات في قنوات تصريف مياه الأمطار".
وكان محافظ أربيل، أوميد خوشناو، قد أكد في بيان نشره على فيسبوك، عقب اجتماع مع المسؤولين في البلدية والدوائر المعنية، أن "جميع الاستعدادات اللازمة قد اتُّخذت لمواجهة أي طارئ محتمل بسبب الأمطار".
وفي محافظة دهوك شمالي الإقليم، قال مدير المياه والمجاري، يونس جانو، لـ"روداو"، إن ست فرق مجهزة بالآليات نُشرت في المناطق المعرّضة للفيضانات، فيما وضعت مديرية البلدية 25 فريقاً إضافياً في حالة استعداد، بالتنسيق مع فرق الدفاع المدني والمرور.
وكانت أمطار غزيرة قد تسببت بفيضانات مفاجئة في دهوك خلال آذار 2024، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، فيما لا تزال جثتا اثنين من الضحايا في عداد المفقودين، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 11 آخرين، وتشريد مئات السكان، وتضرر أكثر من 160 منزلاً و50 مركبة.
وبشأن الأحياء التي شهدت فيضانات خطيرة خلال السنوات الماضية، أوضح جانو أن "المشاكل في تلك المناطق قد جرى حلّها إلى حدٍّ كبير، حيث انخفض خطر الفيضانات الكبيرة بنسبة 30 بالمئة".
وأشار إلى أن كمية الأمطار المتوقعة في مركز دهوك حتى يوم الاثنين ستصل إلى نحو 100 ملم، إلا أن تساقطها بشكل تدريجي يجعل خطر حدوث فيضانات شديدة منخفضاً، على حدّ قوله.
مع ذلك، لفت جانو إلى وجود نقص كبير في البنى التحتية، لا سيما في مدينة دهوك، حيث "أن شبكة الصرف الصحي غير قادرة على استيعاب كامل مياه الأمطار، إذ لا تتجاوز طاقتها الحالية تصريف 30 إلى 35 بالمئة فقط من المياه تحت الأرض".
وبيّن المسؤول المحلي أن هناك خطة رئيسية لمعالجة هذه المشكلة، إلا أن شحّ التمويل حال دون تنفيذها.
وعلى مستوى العراق عموماً، دعا المتحدث باسم الدفاع المدني في بغداد، نواس صباح شاكر، يوم الأحد، المواطنين إلى الالتزام بإرشادات السلامة خلال هطول الأمطار الغزيرة، وتجنب الاقتراب من أعمدة الكهرباء والأسلاك المتساقطة، والتحلي باليقظة لمنع "وقوع حوادث غير مرغوب فيها".
المصدر: رووداو