يوم الطفل العالمي: احتفاء بالطفولة ومسؤولية نحو المستقبل

بقلم: لينا بنيامين داود
يُعد يوم الطفل العالمي مناسبة سنوية تُخصص للاحتفال بالأطفال وتعزيز حقوقهم ورفاههم في جميع أنحاء العالم. ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على أهمية توفير بيئة آمنة وصحية تضمن لكل طفل حقه في التعليم، والرعاية الصحية، والحماية من كافة أشكال العنف والاستغلال. إنه يوم يجمع بين الفرح والمسؤولية، وبين الاحتفال ببراءة الطفولة والدعوة إلى العمل من أجل مستقبل أفضل لهم.
يوم الطفل العالمي هو تذكير سنوي بضرورة احترام حقوق الطفل في كل مكان، والاعتراف باحتياجاته الأساسية، والدفاع عن كرامته وإنسانيته. كما يُعد دعوة إلى مواجهة التحديات التي لا يزال ملايين الأطفال يواجهونها مثل الفقر، الحرمان من التعليم، التهميش، وسوء المعاملة. في الوقت ذاته، يُحتفى بإمكانات الأطفال، وبقدرتهم على الإبداع والمساهمة في بناء مجتمعاتهم إذا ما حصلوا على الدعم والرعاية اللازمين.
يُحتفل بيوم الطفل العالمي في تواريخ مختلفة حسب الدولة. وأكثر هذه التواريخ شيوعًا هو 1 حزيران (يونيو)، الذي أُقرّ خلال مؤتمر جنيف لرعاية الطفل عام 1925. كما تحتفل بعض الدول، ومنها العراق، بـ20 تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو التاريخ الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959، واتفاقية حقوق الطفل عام 1989. كلا التاريخين يعكسان التزامًا عالميًا بحماية الأطفال ورعاية مستقبلهم.
أقرت اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة مجموعة من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل طفل دون تمييز، ومن أبرزها:
-الحق في التعليم الجيد والمجاني.
-الحق في الصحة والرعاية الطبية.
-الحق في الحماية من العنف والإهمال والاستغلال.
-الحق في التعبير عن الرأي والمشاركة في الحياة المجتمعية.
-الحق في اللعب والترفيه والنمو في بيئة آمنة.
وتقع مسؤولية ضمان هذه الحقوق على عاتق الحكومات، والمجتمعات، والمؤسسات، والأسر، لضمان مستقبل مشرق لكل طفل. في إقليم كوردستان – العراق، يحظى هذا اليوم بأهمية خاصة، حيث تنظم الوزارات والمؤسسات التربوية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني العديد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال وتعزيز وعيهم بحقوقهم. وتشمل هذه الفعاليات:
-مهرجانات مدرسية ومجتمعية تتضمن عروضًا فنية وموسيقية وألعابًا ترفيهية.
-زيارات إنسانية إلى دور الأيتام والمستشفيات لتقديم الهدايا والدعم النفسي.
-ورش توعوية وتربوية حول حقوق الطفل وأهمية رعايته وحمايته.
-حملات إعلامية وتثقيفية على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
-تكريم الأطفال المتفوقين والمبدعين في مختلف المجالات.
ويعكس هذا الاحتفال التزام الإقليم بالعمل الجاد لحماية الطفولة وتمكين الأجيال القادمة. ويمكننا دعم الأطفال في هذا اليوم عن طريق: -دعم السياسات والقوانين التي تحمي حقوق الأطفال.
-التبرع للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأطفال المحتاجين.
-تنظيم أو المشاركة في فعاليات توعوية وترفيهية مخصصة للأطفال.
-نشر الوعي عبر منصات التواصل حول أهمية حقوق الطفل.
-الاستماع إلى الأطفال وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم.
يوم الطفل العالمي ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو محطة للتأمل في واقع الطفولة، وفرصة للعمل على تحسينه. إنه دعوة صريحة للمجتمعات والحكومات والمؤسسات وكل فرد لتحمّل مسؤولياتهم تجاه الجيل الذي يمثل مستقبل الإنسانية. إن حماية الطفل اليوم تعني بناء عالم أكثر عدلاً وإنصافاً غدًا.