نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن: رؤية استراتيجية لمستقبل العراق وكردستان وسط الأزمات الإقليمية

خاص لموقع hiwar/ أكرم طالب الوشاح-يشارك رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى جانب قادة العالم في مؤتمر ميونخ للأمن، 2025،أحد أبرز المنتديات الدولية المخصصة لمناقشة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه العالم. في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والاضطرابات الجيوسياسية، حيث يجتمع الساسة والقادة العسكريون والخبراء من 14 إلى 16 فبراير 2025. ومن المتوقع أن يشارك ستون رئيس دولة وحكومة في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يعد المنتدى الأهم في العالم للسياسة الأمنية.

نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن: رؤية استراتيجية لمستقبل العراق وكردستان وسط الأزمات الإقليمية
نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن: رؤية استراتيجية لمستقبل العراق وكردستان وسط الأزمات الإقليمية

ومن الإدارة الأميركية الجديدة، أكد نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركوروبيو حضورهما، لكن وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيجسيث لم يؤكد حضوره. وبالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هويسجن أنه من المتوقع أن يحضرأحد أكبر الوفود من الكونجرس الأمريكي مؤتمر ميونخ للأمن على الإطلاق. ومن بينالضيوف أيضًا الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

يأتي حضور نيجيرفان بارزاني كممثل عن  العراق وكردستان ليطرح رؤى استراتيجية تتعلق بمستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.

إن مؤتمر ميونخ للأمن في شكله التاريخي هو اجتماع غير رسمي لا يتم خلاله اتخاذ أيقرارات. ولهذا السبب يشجع الحدث على تبادل الآراء بشكل مفتوح، ولا يتم تجاهلالنزاعات

وهذه السنة سيناقش  التعددية القطبية والقوى القطبية المتعددة وما بعد القطبية.

حضور فاعل ومسيرة دبلوماسية راسخة

لم تكن هذه المرة الأولى التي يحضر فيها نيجيرفان بارزاني مؤتمر ميونخ للأمن، بل سبق أن شارك في دورات سابقة، حيث شارك معه السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ،حيث لفت نيجيرفان  الأنظار بطرحه المتوازن ونهجه الواقعي في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية. في لقاءاته مع قادة العالم، ركّز على أهمية التفاهمات الاستراتيجية لحل النزاعات، وتعزيز الأمن عبر الحوار والتعاون، بدلًا من الحلول العسكرية التي أثبتت فشلها في معالجة جذور الأزمات.

يمثل  نيجيرفان بارزاني، في هذا المؤتمر، نموذجًا للقيادة التي تدرك تعقيدات المشهد السياسي في العراق والمنطقة، فهو ليس مجرد زعيم إقليمي، بل شخصية سياسية تملك خبرة طويلة في إدارة الأزمات والتواصل مع القوى الفاعلة عالميًا، بما يخدم مصالح كردستان والعراق ككل.

رؤية استراتيجية للأمن والاستقرار

في جلسات ولقاءات وحوارات الموتمر المنتظرة، من المتوقع أن يعرض بارزاني تصوراته حول الوضع الأمني في العراق وكردستان، وسط التحديات التي تفرضها التوترات الإقليمية، بدءًا من تهديدات الإرهاب، مرورًا بالصراعات السياسية الداخلية، وصولًا إلى التدخلات الخارجية التي تعقّد المشهد الأمني.

يُعرف عن بارزاني أنه يتبنى نهجًا واقعيا استراتيجيا  في التعامل مع هذه القضايا، إذ يدعو إلى التوازن في العلاقات الدولية، ويؤكد على ضرورة بناء شراكات قوية مع المجتمع الدولي لحماية الاستقرار في العراق وكردستان. وهو يرى أن الأمن لا يمكن أن يكون مسألة عسكرية فقط، بل هو منظومة متكاملة تتطلب تنمية اقتصادية، استقرارًا سياسيًا، ودبلوماسية نشطة تحمي المصالح الوطنية وتمنع نشوب الأزمات قبل وقوعها.

وهو ما طبقه في عمله السياسي والحكومي على حد سواء.

لقاءات مكثفة مع قادة العالم

إلى جانب مشاركته في الجلسات النقاشية، وحواراته الاعلامية، سيعقد  نيجيرفان بارزاني سلسلة لقاءات مع زعماء دوليين ومسؤولين بارزين، حيث يتوقع أن يبحث ملفات حساسة تتعلق بالتحديات الأمنية والسياسية  والاقتصادية في العراق وكردستان، إضافة إلى قضايا الطاقة، والاستثمار، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وموضوع المؤتمر عن القطبية العالمية

وتاريخيًا، استطاع نيحيرفان بارزاني ترسيخ علاقات متينة مع العديد من العواصم العالمية، ويتميز بأسلوبه الدبلوماسي القائم على الحوار والبحث عن الحلول العملية، ما جعل منه شريكًا موثوقًا به لدى القوى الإقليمية والدولية.

مثلما هو شريك موثوق عراقيا واقليميا بشهادة القادة والرؤساء في العراق والاقليم والعالم.

نهج واقعي لمستقبل واعد

وفي وقت تتجه فيه المنطقة نحو مزيد من التعقيد، وسط ما بعد حرب غزة وما بعد بشار والترامبية القطبية، تمثل مشاركة نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن فرصة لتأكيد التزام العراق وكردستان بالسير في مسار الاستقرار والتعاون الدولي.

وما يميّزه هو إدراكه العميق لحجم التحديات، مقابل تقديمه حلولًا تستند إلى الواقعية السياسية، بعيدًا عن الشعارات والخطابات التقليدية.

إن حضوره  في هذا المؤتمرليس مجرد تمثيل سياسي، بل هو رسالة إلى العالم بأن هناك قيادة عراقية وكردية واعية تدرك أهمية الحوار الداخلي والخروج بصوت مشترك من أحل  بناء المستقبل على أسس صلبة من الحوار، والتنمية، والأمن المشترك. وهذه الرؤية هي ما يحتاجه العراق وكردستان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهما.