گولان: ثورة مستمرة. تحليل سياسي لكلمة الرئيس الزعيم مسعود بارزاني في الذكرى التاسعة والأربعين للثورة

خاص لموقع hiwar/د هوشيار مظفر علي أمين:ثورة كولان التي انطلقت في أيار 1976 ليست مجرد لحظة تمرّد مسلح، بل مشروع سياسي وعسكري طويل المدى، تأسس في أحلك الظروف، وكرّس منطق “استمرارية النضال” كخيار إستراتيجي لحركة التحرر الكوردية بعد سقوط تجربة أيلول. في بيانه الصادر بتاريخ 26 أيار 2025، يعيد الرئيس الزعيم والرمز مسعود بارزاني صياغة هذه الثورة بوصفها مرحلة مفصلية لا في تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني فقط، بل في مصير كوردستان الحديثة.

مايو 27, 2025 - 16:53
گولان: ثورة مستمرة. تحليل سياسي لكلمة الرئيس  الزعيم مسعود بارزاني في الذكرى التاسعة والأربعين للثورة

ونستنتج من رسالته في الذكرى49:1. كولان كامتداد لثورة أيلول وليس بديلاً عنها

بارزاني يربط بوضوح بين ثورة كولان وثورة أيلول، من خلال وصفه لها بأنها:

“امتدادٌ مُحَمَّلٌ برسائل وأهداف ثورة أيلول العظيمة”

هذا الربط يلغي أي قطيعة أيديولوجية أو تنظيمية بين المرحلتين

يؤسس لشرعية تاريخية مباشرة لثورة كولان بوصفها استمرارًا لمشروع والده الملامصطفى بارزاني

الرسائل تتضمن الاستقلال، الدفاع عن الهوية، وعدم الرضوخ للصفقات الإقليمية

2. الثورة كقرار إرادي لا رد فعل ظرفي

يقول الزعيم مسعود بارزاني:

"تم إيقاد شرارة ثورة كولان عبر خطة تنظيمية وعسكرية دقيقة وبإرادة قوية رغمالظروف غير المواتية”

ينفي أن الثورة كانت رد فعل عاطفي على نكسة 1975

يؤكد على وجود بنية تنظيمية وتخطيط مسبق، ما يعني تحول في منطق قيادةالنضال

يعكس هذا نمط القيادة الجديد الذي بدأه مسعود بارزاني بعد والده: أقل اندفاعًا،أكثر تماسكًا واستراتيجية

3. مركزية الشعب لا فقط البيشمركة

"قدّم شعبنا الكثير من التضحياتاختار الكثير من أبناء شعبنا طريق النزوحرفضاًللاستسلام والخنوع”

توسيع إطار الثورة من النخبة المسلحة إلى المجتمع

تأكيد أن النضال لا يختصر في العمل العسكري بل يشمل الصمود المدني

هذا البعد يخدم وظيفة مزدوجة: تعبئة الذاكرة الجمعية، وتثبيت شرعية المشروعالوطني الكوردي

4. الثبات كجوهر الخطاب السياسي

“إرادة النضال والكفاح من أجل الحريةغير قابلة للكسر أبداً، بل ستبقى متوهجةدائماً”

هذه العبارة تعيد صياغة الثورة بوصفها “عقيدة ثابتة” لا خيارًا ظرفيًا

تُوظف في إطار بناء سردية متكاملة حول الحصانة الوطنية لإرادة شعب كوردستان

تُستخدم سياسيًا في مواجهة أية محاولات للتشكيك في مشروعية الحكم الذاتيالحالي أو التشكيك في جدوى الكفاح التاريخي

5. رمزية الشهداء وبناء سردية الاستمرار

“نحيّي روح أول شهيدالشهيد سيد عبدالله حاجي أومرانيوجميع الشهداء”

توظيف الرمزية الشخصية لتأطير سردية البطولة

توجيه الخطاب نحو الجمهور الداخلي لتعزيز الولاء والاعتراف بالثمن المدفوع

ربط الحاضر بالرموز المؤسسة للمشروع السياسي الكوردي

ان الزعيم مسعود بارزاني في خطابه لا يحيي ذكرى فقط، بل يجدد تأكيد معادلةتاريخية أساسية:

لا سياسة في كوردستان بدون الذاكرة الثورية، ولا شرعية بدون الاعتراف بتضحياتكولان.

وهو يضع الثورة ضمن سلسلة ممتدة من النضال الوطني، ويعيد صياغتها كأصلسياسي يؤسَّس عليه الحاضر، ويُبنى عليه المستقبل.