من ضوء خطاب السيد نيجيرفان بارزاني في مؤتمر بغداد السابع
خاص لموقع hiwar, د هوشيار مظفر علي أمين:في كلمته خلال مؤتمر بغداد السابع، قدم رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، رؤية استراتيجية تمحورت حول ثلاثة محاور رئيسية: التنمية الاقتصادية، الوحدة الاجتماعية، والاستقرار الإقليمي. هذه المحاور تعكس مقاربة متكاملة لمستقبل العراق في سياق داخلي وإقليمي متغير.

أولًا: التنمية الاقتصادية – طريق نحو الازدهار
أبرز بارزاني أهمية مشروع “طريق التنمية”، واصفًا إياه بأنه “خطوة تأريخية لبناء عراق أكثر ازدهاراً”. هذا التصريح يحمل دلالات اقتصادية عميقة، حيث يعكس رؤية تعتمد على المشاريع الكبرى كوسيلة لدفع عجلة النمو وتحقيق التكامل الاقتصادي بين العراق ودول الجوار.
“طريق التنمية” ليس مجرد مشروع للبنية التحتية، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا نحو جعل العراق مركزًا لوجستيًا إقليميًا. فبالنظر إلى موقع العراق الجغرافي بين آسيا وأوروبا، يمكن لهذا المشروع أن يعزز التجارة والاستثمارات، ويقلل من الاعتماد على النفط، مما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة.
ثانيًا: التنوع المجتمعي – من تحدٍ إلى قوة
في إشارة واضحة إلى الهوية العراقية الجامعة، قال بارزاني: “تنوع المجتمع العراقي قوة وثروة”. هذه العبارة تختصر جوهر التعددية العراقية، حيث يعيش في العراق مكونات مختلفة دينيًا وقوميًا، مما يمكن أن يكون مصدر قوة بدلاً من كونه عامل انقسام.
هذه الرؤية تتماشى مع الضرورة السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية في ظل تحديات ما بعد الصراعات. التعددية يمكن أن تصبح ركيزة للاستقرار، إذا تم استثمارها ضمن إطار حكم شامل وعادل، يعزز المشاركة السياسية والاقتصادية لجميع المكونات دون تمييز.
ثالثًا: الاستقرار الإقليمي – العراق جزء لا يتجزأ من المنطقة
أحد أبرز محاور خطاب بارزاني كان التشديد على أن “لا يمكن فصل استقرار العراق عن المنطقة”. هذا التصريح يعكس إدراكًا استراتيجيًا بأن العراق لا يمكن أن يحقق الاستقرار بمفرده، وأن تطورات الأوضاع الإقليمية – سواء في سوريا أو إيران أو الخليج – تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاقتصاد العراقي.
هذا الطرح يستند إلى رؤية سياسية تدعو إلى نهج متوازن في العلاقات الخارجية، حيث يكون العراق طرفًا فاعلًا في بناء الاستقرار الإقليمي، وليس ساحة لتصفية النزاعات الدولية.
يمكن اعتبار خطاب نيجيرفان بارزاني في مؤتمر بغداد السابع بمثابة خارطة طريق لمستقبل العراق، حيث يؤكد على ثلاث ركائز أساسية:
• التنمية الاقتصادية عبر مشاريع استراتيجية مثل “طريق التنمية”.
• الوحدة المجتمعية كعامل قوة وليس مصدر انقسام.
• التكامل الإقليمي كضرورة لتحقيق الاستقرار.
هذا الخطاب يعكس رؤية سياسية متزنة، تجمع بين التنمية الاقتصادية، والإصلاح الاجتماعي، والانفتاح الإقليمي، وهي مكونات أساسية لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للعراق.