نيجيرفان بارزاني ومؤتمر حوار طهران وآفاق حواراته الاستراتيجية.

خاص لموقعhiwar,ومجموعة ادارة الازمة/ د هوشيار مظفر علي امين:مشاركة نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان العراق، بحضوره العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في الدورة الرابعة من مؤتمر حوار طهران، الذي ينظمه مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية. بدعوة رسمية من وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بعد جولة دبلوماسية شملت بغداد واجتماعات مع مسؤولين عراقيين وعرب مجهود استراتيجي للسيد نيجيرفان اذ تمثل زيارة نيجيرفان بارزاني إلى طهران في هذا التوقيت دلالة على عمق العلاقات بين إقليم كوردستان وإيران.

مايو 18, 2025 - 19:24
نيجيرفان بارزاني ومؤتمر حوار طهران وآفاق حواراته الاستراتيجية.

. الأهمية الإقليمية: تأتي الزيارة بعد فترة من الحراك الدبلوماسي المكثف بين بغداد وطهران، ما يعكس رغبة القيادة الكردية في تثبيت دورها كحلقة وصل في العلاقات العراقية-الإيرانية.

التحالفات السياسية: زيارة بارزاني ليست حدثاً عابراً؛ فقد أصبحت زياراته إلى طهران تقليداً ثابتاً في إطار التنسيق السياسي والاقتصادي. منذ توليه رئاسة الإقليم، نجح بارزاني في ترسيخ سياسة “الدبلوماسية الهادئة”، مركزاً على الحوار كشعار مرحلته السياسية.

التوقيت الاستراتيجي: تزامن الزيارة مع اجتماع منتدى حوار طهران، الذي يشمل وفوداً من 53 دولة، يوفر فرصة لبارزاني لتعزيز دوره كوسيط بين الأطراف المتنازعة في المنطقة، وخاصة في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومعلوم ان نيجيرفان بارزاني سيلقي خطاباً في جلسة رئيسية، يتناول فيه رؤية إقليم كوردستان لمستقبل المنطقة.

الرسالة الأولى: التأكيد على الشراكة الإقليمية. يتضمن خطاب بارزاني رسائل حول “الشراكة القائمة على المصالح المشتركة” و”التعايش السلمي”، وهي مصطلحات تعكس استراتيجية بارزاني في رسم دور الإقليم كجسر بين إيران والعراق.

الرسالة الثانية: دعم الحوار. تسعى القيادة الكردية لتقديم إقليم كوردستان كطرف داعم للتواصل والحوار في المنطقة، وهو ما يعزز من مكانتها كلاعب دبلوماسي محوري.

الرسالة الثالثة: التركيز على الأمن والتنمية. استناداً إلى التصريحات الرسمية، سيركز بارزاني على “تنمية الاقتصاد” و”التعاون الإقليمي”، في محاولة لتوجيه الأنظار نحو فرص الاستثمار والاستقرار في الإقليم.

خلال زيارته، سيلتقي بارزاني مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، بما فيهم الرئيس مسعود بزشكيان.

لقاء بزشكيان: الاجتماع مع الرئيس الإيراني قد يشمل قضايا اقتصادية وأمنية. إيران ترى في كوردستان بوابة لتوسيع نفوذها الاقتصادي في العراق، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة.

لقاء المسؤولين الأمنيين: من المتوقع أن يناقش بارزاني أيضاً قضايا أمنية، تشمل مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة.

الملف الكردي في إيران: قد يتطرق بارزاني إلى أوضاع الأكراد الإيرانيين، وهو ملف حساس تسعى طهران إلى معالجته بوسائل متعددة، منها الحوار والتعاون مع قيادات كردية عراقية.

ومن الأبعاد الاستراتيجية للزيارة:

تثبيت الدور الكردي في معادلة العراق-إيران: يسعى بارزاني إلى تعزيز دور إقليم كوردستان كمحور دبلوماسي قادر على التوسط بين بغداد وطهران، مستغلاً شبكة العلاقات التي بناها خلال السنوات الأخيرة.

الترويج لمفهوم “إقليم متوازن”: فنجيرفان بارزاني يحاول تقديم إقليم كوردستان كنموذج للاستقرار النسبي وسط بيئة إقليمية مضطربة، وهو خطاب يتماشى مع رؤيته لتعزيز التعاون الاقتصادي.

استباق التحولات في العراق: تزامن الزيارة مع تصاعد الضغوط السياسية في بغداد، يدفع بارزاني لتعزيز تحالفاته الإقليمية، تحسباً لأي تغييرات محتملة قد تؤثر على وضع الإقليم.

ويعد مؤتمر حوار طهران إحدى أهم المنصات الدبلوماسية الإيرانية.

منصة للتواصل الدبلوماسي: رغم أن المؤتمر يركز على القضايا الإقليمية، إلا أنه يشكل فرصة لبارزاني لإعادة تقديم إقليم كوردستان كشريك موثوق في الحفاظ على الأمن الإقليمي.

استعراض للقوة الإيرانية: بالنسبة لطهران، يعد المؤتمر مناسبة لاستعراض قدرتها على جمع أطراف متباينة، ومنحها فرصة للتعبير عن رؤاها السياسية، في ظل العزلة الدولية المفروضة عليها.

وهكذا:  فزيارة نيجيرفان بارزاني إلى طهران تمثل جزءاً من استراتيجية طويلة المدى لتعزيز دور إقليم كوردستان في المعادلات الإقليمية والدولية.

الحوار سيظل محوراً أساسياً في استراتيجية بارزاني، لا سيما في ظل التوترات المستمرة بين إيران والغرب.

قدرة بارزاني على استثمار علاقاته مع إيران لتعزيز موقع الإقليم اقتصادياً وأمنياً ستكون التحدي الأبرز في المرحلة المقبلة.

يبقى السؤال: ونرى ان سيتمكن بارزاني من تجاوز البُعد الرمزي لزياراته إلى طهران وتوظيفها في تحقيق مكاسب ملموسة للإقليم، وسط واحدة من اهم  المناسبات دبلوماسية للتأكيد على الحضور الكردي في الساحة الإقليمية؟

بهذا الإطار، دائما ما نجح نيجيرفان بارزاني في  بلورة رؤية استراتيجية واضحة، توازن بين المصالح الكردية والإيرانية والعراقية، دون الإخلال بالمعادلات المعقدة في المنطقة.