خاص لموقعhiwar/د هوشيار مظفر علي امين :تغريدة نيجيرفان بارزاني حول القمة العربية في بغداد: قراءة في الخطاب والدلالات.

تتحدد تغريدة نيجيرفان بارزاني اليوم حول القمة العربية التي ستنعقد غدا في بغداد بمحددات اهمهن:

مايو 16, 2025 - 14:09
مايو 16, 2025 - 14:11
خاص لموقعhiwar/د هوشيار مظفر علي امين :تغريدة نيجيرفان بارزاني حول القمة العربية في بغداد: قراءة في  الخطاب والدلالات.

1. خطاب استعادة الدور العراقي:

نيجيرفان بارزاني في تغريدته يستهل خطابه بترحيب دافئ بانعقاد القمة العربية في بغداد، مستخدمًا لغة تصالحية توظف مفردات السلام والدبلوماسية.

تعبيره عن بغداد بـ”بغداد السلام” يُعيد صياغة صورة العاصمة العراقية كرمز للتعايش والاستقرار، في محاولة لإعادة تأطيرها كمركز للحوار بدلاً من الصراعات.

وصفه للقمة بأنها “محطة دبلوماسية تاريخية” يُظهر إصراره على تكريس الحدث كمنعطف في استعادة العراق لدوره الإقليمي، مؤكدًا على عودة بغداد إلى مسرح السياسة العربية بعد سنوات من العزلة والتهميش.

2. الإشادة بالحكومة المركزية:

يتوجه بارزاني في القسم الثاني من التغريدة بدعم واضح لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، معتمدًا لهجة تدعم الوحدة الوطنية:

عبارته “دولة السيد محمد شياع السوداني” تعكس لغة الاحترام والتقدير الرسمي، و يسعى  نيجيرفان بارزاني لتأكيد دور القيادة الكردية كشريك استراتيجي للحكومة المركزية، وليس مجرد طرف إقليمي.

دعم “جهود رئيس الوزراء في تعزيز العمل العربي المشترك” هو تاكيد واضح على تقارب كردي-عربي يتجاوز الجغرافيا السياسية نحو بناء شراكات اقتصادية وأمنية، في وقت تعاني فيه المنطقة من توترات داخلية وخارجية.

3. خطاب التهدئة والتكامل الإقليمي:

توظيف بارزاني لمفهوم “التهدئة والتكامل الإقليمي” يعكس نضجًا امتاز به نيجيرفان في الخطاب الكردي الذي بات أكثر توافقًا مع الأطروحات العربية، خصوصًا بعد موجة التطبيع العربي وإعادة الترتيب الإقليمي ونيجيرفان يجمع كرديته بعراقيته بتوجهه العربي والاقليمي.

التركيز على “قيادة مسار التهدئة” يكشف عن إدراك بارزاني لأهمية لعب دور الوسيط بين بغداد وأطراف إقليمية متعددة، مستفيدًا من شبكة علاقاته الدولية والإقليمية.

الإشارة إلى “بناء الشراكات والمصالح المتبادلة” تضع الخطاب الكردي في إطار اقتصادي، معززًا بذلك رؤية الإقليم في أن يكون جسرًا للتجارة والطاقة بين دول الخليج وتركيا وأوروبا.

4. الهوية العراقية في خطاب بارزاني:

التوقيع العام للتغريدة جاء بمعنى: “عندما يجتمع العرب في بغدادهم " .

وهو تجسيد رؤية نيجيرفان بارزاني العراقية

استخدام توظيف معنى القمة في العراق  من قبله يعيد صياغة ملكية العاصمة للعرب، وهو خطاب يدمج بين الهوية العراقية والهوية العربية، في محاولة لتأكيد الانتماء المشترك وتبديد الهواجس الطائفية والقومية.

ان ما نسميه: “رؤية نيجيرفان بارزاني العراقية” يرسّخ الهوية الوطنية له كزعيم كردي لا يرى نفسه منفصلاً عن بغداد، بل يعتبر نفسه شريكًا في صنع القرار الوطني والإقليمي.

وهكذا فدلالات الخطاب:

توطيد العلاقة مع الحكومة المركزية: تعزيز خطاب الوحدة الوطنية، ودعم السوداني يُظهر أن بارزاني يسعى لترسيخ موقعه كفاعل سياسي على الساحة العراقية لا مجرد زعيم كردي.

التوجه نحو العرب: استخدام مصطلحات مثل “العمل العربي المشترك” و”بغداد السلام” يعكس رؤية بارزاني لتعزيز التقارب مع الدول العربية.

بتكريس الدور الوسيط: وبحديثه عن “مسار التهدئة”، يضع بارزاني نفسه كوسيط إقليمي، مستفيدًا من تاريخه التفاوضي مع القوى الكبرى والإقليمية.

وهكذا فخطاب بارزاني في هذه التغريدة يتجاوز الترحيب البروتوكولي.

إنه خطاب رجل سياسي بامتياز، يُعيد صياغة الهوية العراقية في لحظة إقليمية مضطربة، محاولاً تحويل بغداد إلى نقطة التقاء بين العرب والكرد، وبين العراق ومحيطه العربي.

رسالة بارزاني تؤكد على أن كردستان ليست مجرد لاعب إقليمي، بل شريك في بناء مستقبل العراق واستعادة دوره المركزي في المنطقة.

وانه قائد عراقي قبل ان يكون كرديا.

...

...