الفأل الحسن، بشائر الخير في الأدب والرواية والتراث.. نماذج مختارة

الفأل الحسن في الأدب والفلكلور

في الأدب الغربي، نجد العديد من الأمثلة التي تجسد قوة الفأل الحسن وتأثيره الإيجابيعلى حياة الشخصيات... في قصة "سندريلا" الشهيرة، على سبيل المثال، وبِغضّ النظرعن الاختلاف في أصل ظهور القصة، تتغلب الفتاة الطيبة على الظلم وتتزوج الأمير، فيتجسيدٍ واضحٍ للأمل بالمستقبل وانتظار حياةٍ أفضل، بعد العذاب والألم والمشقّة.

وفي قصة "ذات الرداء الأحمر"، المنشورة لأول مرة عام (1698)، لمؤلفها الفرنسي"شارل بيرو" (1628-1703) يتم إنقاذ الفتاة وجدّتها من الذئب الشرير.

وفي رواية "البؤساء" للكاتب الفرنسي الكبير "فيكتور هوغو"، يظلّ البطل "جان فالجان"رمزاً للأمل والتوبة، حتى في أحلك الظروف. فبعد سنوات من المعاناة والظلم، يجدجان فالجان الخلاص في فعل الخير ومساعدة الآخرين، ويصبح الشمعة المحترقة فيسبيل أن يحظى غيره بالنور، مما يجسد قوة الفأل الحسن في تغيير حياة الإنسان. وكماقال هوجو في الرواية: "إن أشد ساعات الليل ظلمة هي تلك التي تسبق الفجر"، مشيراًإلى أن الأمل يظل موجوداً حتى في أحلك الظروف.

الفأل الحسن في الرواية الغربية

في الرواية الغربية، يتجلى الفأل الحسن في صور وأشكال متنوعة، فهو قد يكون رسالةأمل في نهاية نفق مظلم، أو بصيص نور في قلب الظلام، أو حتى مجرد شعور داخليبالتفاؤل والأمل.

في رواية "موبي ديك" لهرمان ملفيل، يظل القبطان "آخاب" مصمماً على مطاردةالحوت الأبيض، رغم كل المخاطر والتحديات. هذا الإصرار يمثل نوعاً من الفأل الحسن،حيث يؤمن القبطان آخاب بأن مطاردة الحوت هي قدره، وأنها ستحقق له النصر فيالنهاية. وكما قال ملفيل في الرواية: "كل ما نراه أو يبدو لنا ليس سوى حلم داخلحلم"، مشيراً إلى أن الأمل قد يكون مجرد وهم، ولكنه يظل قوة دافعة.

وفي رواية "العجوز والبحر" لإرنست همنغواي، يظل العجوز "سانتياغو" مصمماً علىصيد سمكة المرلين العملاقة، رغم كل الصعاب والتحديات. هذا الإصرار يمثل أيضاًنوعاً من الفأل الحسن، حيث يؤمن العجوز سانتياغو بأن صيده للسمكة سيعيد لهكرامته ومجده. ومن تلك الرواية نقتبس: "يمكن للإنسان أن يُدمّر، ولكنه لا يُهزم"، فيإشارةٍ إلى أن الأمل يظل موجوداً حتى في أصعب الظروف.

الفأل الحسن في الإسلام والتراث العربي

لقد كان التطيُّر والتشاؤم، وبعكسه التفاؤل من سلوكيات العرب قبل الإسلام. كانوايتشاءمون من المولودة الأنثى، والغرابِ والبوم، ومن شهر صفر، ومن يوم الأربعاء، ومنالحمار الاسود، والحمار مقطوع الذيل.. وبعد الإسلام كان النبي محمد صلى الله عليهوآله وسلم يتفاءل ويدعو للتفاؤل، وينهاهم عن التشاؤم، وورد عنه صلى الله عليه وآله قوله: "لا عدوى ولاطيرة وأحب الفأل، قالوا يا رسول اللهوما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة"

وعندما أرسل سعد بن أبي وقاص رُسُلاً إلى قائد الفرس "يزدجرد" فأرسل يزدجرد لهمتراباً من أرضه، استبشر عاصم بن عمر وحمل التراب على عنقه، وقال: أنا أشرف هؤلاء. ولما رجع إلى سعد قال: أبشر فقد أعطانا الله تراب أرضهم.

رموز الفأل الحسن العالمية اليوم

تتنوع الرموز والمعتقدات من ثقافة إلى أخرى، لكنها تشترك في هدف واحد: جلبالسعادة والتفاؤل.

- حدوة الحصان: تعتبر حدوة الحصان رمزاً عالمياً للحظ السعيد، ويعود أصل هذاالاعتقاد إلى العصور القديمة، حيث كان الحديد يعتبر مادة سحرية، وكان الحصانحيواناً ثميناً.

- أوراق البرسيم رباعية الأوراق: نادرة الوجود، ولذلك تعتبر رمزاً للحظ السعيد فيالعديد من الثقافات، وخاصة في الثقافة الأيرلندية.

- قوس قزح: يمثل الأمل والبدايات الجديدة في العديد من الثقافات.

- العملات المعدنية: في بعض الثقافات، يعتبر العثور على عملة معدنية على الأرض فألاًحسناً، وخاصة إذا كانت موجهة للأعلى.

- الخنافس: في بعض الثقافات، كالثقافة في مصر القديمة تعتبر الخنافس، وخاصةالجعران، رمزاً للحظ السعيد والحماية والبعث والتجدّد.

- الأرقام: بعض الأرقام تعتبر فألاً حسناً في بعض الثقافات، مثل الرقم 7 في الثقافةالغربية، والرقم 8 الذي يرتبط بالثراء والنجاح في الثقافة الصينية.

- الأحجار الكريمة: بعض الأحجار الكريمة تعتبر فألاً حسناً، مثل الفيروز والعقيق.

- الحيوانات: بعض الحيوانات تعتبر فألاً حسناً، مثل الأرانب والفراشات في الثقافةالأوربية.

في النهاية الفأل الحسن هو نافذة أمل تطل على عالم مليء بالتفاؤل والإيجابية، وهوجزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب، يعكس قيمها وعاداتها.