التقرير العربي: إقليم كوردستان والأردن نحو تعزيز العلاقات الثنائية

شهدت العلاقات الأردنية مع إقليم كوردستان تطوراً مهماً منذ أكثر من عقد من الزمن، توجته الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الإقليم نيجرفان بارازاني إلى عمّان في 27 نيسان/ أبريل 2025، حيث التقى الملك الأردني عبدالله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي.
وجاءت زيارة بارزاني إلى الأردن بعد يوم على زيارة لرئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي إلى كوردستان. وتشكل الزيارات المتبادلة، وخصوصاً زيارة الرئيس نيجرفان بارازاني إلى عمّان، دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين عمّان وأربيل.
كما أن الزيارة تمثل تعزيزاً لمسار العلاقات القديمة بين المملكة والإقليم، وتفتح فرصا جديدة، لاسيما في مجالات الصحة والتعليم العالي والتجارة وبناء القدرات. ويرتبط الأردن وإقليم كردستان بعلاقة قوية، ويحرص الجانبان على التنسيق فيما بينهما، لاسيما أنهما على تماس مباشر مع الأحداث التي تموج بها المنطقة.
وكان رئيس إقليم كردستان سارع إلى إدانة المخططات الإرهابية التي كشفت عنها السلطات الأردنية في وقت سابق من نيسان/ أبريل، والرامية إلى استهداف استقرار المملكة، مؤكداً وقوف إقليم كوردستان إلى جانب الأردن.
اللقاء مع الملك
خلال استقبال الملك عبدالله الثاني ضيفه بارازاني في قصر الحسينية بالعاصمة ، بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات إقليم كوردستان في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، في سياق العلاقات التي تجمع أساساً بين المملكة والجمهورية العراقية. ففي السياسة تبادل الجانبان وجهات النظر إزاء التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا أهمية التنسيق المشترك لحماية الاستقرار والسلام في المنطقة، كما ناقشا عدداً من المسائل الأخرى التي تحظى بالاهتمام المشترك. وأكد الملك عبدالله الثاني رغبة المملكة في تعزيز العلاقات والتعاون المشترك مع العراق وإقليم كوردستان، داعياً إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة.
وأشار بيان للديوان الملكي إلى أن اللقاء جرى خلاله تناول العلاقات الأخوية بين الأردن والعراق، وسبل تعزيز التعاون بين المملكة وإقليم كردستان في عدة مجالات. وقال البيان إن اللقاء تناول أيضاً “أبرز المستجدات في المنطقة، لاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان.” ومن جانبه، أعرب بارزاني عن تقديره العميق لمواقف الأردن الداعمة للعراق وإقليم كردستان، والتي “تجسد الروابط التاريخية والأخوية”، معرباً عن تقديره العميق لمواقف المملكة الأردنية الهاشمية الداعمة للعراق وإقليم كوردستان، مثمناً العلاقات التاريخية والصداقة بين الجانبين.
مع الصفدي
كما اجتمع بارزاني مع نائب رئيس الحكومة ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، حيث ناقشا سبل تطوير وتوسيع علاقات العراق وإقليم كوردستان مع الأردن في مختلف المجالات، وتناولا التطورات الإقليمية والدولية، وأكدا على أهمية التنسيق للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وقد أعرب بارزاني عن تقديره لعلاقات إقليم كوردستان والعراق مع الأردن، مشيداً بدور الأردن الإقليمي وجهوده في تعزيز السلام.
من جانبه، أعرب معالي وزير الخارجية الأردني عن سعادته لزيارة فخامة رئيس إقليم كوردستان، مؤكداً رغبة الأردن في توسيع آفاق التعاون مع العراق وإقليم كوردستان.
فرص تطوير العلاقات
وإن كانت الزيارة تركز على بحث التحديات الإقليمية لما تمثله من تحد للملكة والإقليم، لكنها تعنى في شق كبير منها بتعزيز العلاقات الثنائية لاسيما على المستوى الاقتصادي والخدماتي.
وثمة فرص عديدة لتطوير العلاقات بين الأردن وإقليم كوردستان في المجالات التجارية والاستثمارية والصحية والتعليمية. وكانت العلاقات قد شهدت حضوراً كوردياًـ إذ أقيم ولأول مرة ملتقى وأسبوع صحي أردني كوردستاني مشترك في شهر حزيران/ يونيو 2023، كما زار الأردن وفد اقتصادي حكومي ومن القطاع الخاص من إقليم كوردستان في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وتم تأسيس مجلس أعمال أردني كوردستاني مشترك.
ولأن إقليم كوردستان يشهد نهضة اقتصادية بارزة، فإن ثمة رغبة لدى شركات أردنية رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات للاستثمار في كوردستان، وكانت تلك الشركات قد شاركت وقد شاركت مرة لعامين متتالين في معرض أربيل لتكنولوجيا المعلومات.
كما تتيح عراقة الجامعات الأردنية شراكة تربوية مع نظيراتها الكوردستانية. وفي مجال الصحة، سجل في سنة 2023 اعتماد عدد من مستشفيات الإقليم لغايات التدريب المعتمد من قبل البورد الأردني.
وتمتلك المؤسسات الأردنية خبرات رائدة في الإدارة والتطوير الامر الذي يفيد نظيراتها في كوردستانن، وخصوصاً في ظل التطور الكبير لقطاعات حيوية في الأردن مثل قطاع التعليم، والقطاع الطبي، وقطاع تكنولوجيا المعلومات، والقطاع السياحي. والأردن وإقليم كوردستان، يشتركان في توجههما لتحديث شاملة مكنت من مشاركة المرأة والشباب في مختلف المجالات وخاصة البرلمانية منها، وبالتالي ثمة أهمية كبرى في تبادل الخبرات بين البرلمانين الأردني والكردستاني.
وفي المجال الاقتصادي، تعد المملكة مصدر التجاري الهام بالنسبة إلى اقليم في منطقة ، حيث يوجد في اربيل ما يزيد عن 400 شركة اردنية من الشركات المتوسطة التي تقدم صورة إيجابية عن الاردن في المجالات التجارية والصحية.