حضور الرئيس نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن: شريك استراتيجي من أجل الاستقرار والتعايش
يُعَدّ مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ 61 (13-16 فبراير 2025) من أبرز المنتديات العالمية التي تجمع قادة العالم وصنّاع السياسات والخبراء لمناقشة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحًا. وفي ظل الأوضاع المضطربة في الشرق الأوسط - بدءًا من تبعات الحرب في سوريا، ومرورًا بتهديدات داعش، ووصولاً إلى التوترات المتصاعدة بين القوى الإقليمية - تزداد الحاجة إلى التواصل مع القادة المعتدلين الداعين للسلام. وقد أكدت د. قانتا أحمد، المحللة السياسية الأمريكية البارزة، على أهمية التعاون مع القادة الذين يُعززون التعايش والاستقرار. في هذا السياق، يبرز الرئيس نيجيرفان بارزاني كقائد استثنائي، إذ يجمع بين الدبلوماسية الرصينة والالتزام بالسلام، مما يجعله حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

يمثل حضوره في مؤتمر ميونخ للأمن فرصة كبيرة لإقليم كردستان لتعزيز حضوره الدولي، كما يوفر للمشاركين في المؤتمر مساحة لتعميق شراكاتهم مع قائد يتبنى نهجًا عقلانيًا في منطقة تعصف بها الاضطرابات. كشخصية وطنية سياسية ودبلوماسية يجسد الرئيس نيجيرفان بارزاني رؤية التعايش السلمي، تحت قيادته، كان إقليم كردستان منارة للاستقرار في العراق وشريكاً موثوقاً به للغرب في جهود مكافحة الإرهاب. تتوافق رؤيته للتعايش السلمي مع دعوة د. قانتا أحمد إلى تحول السياسة الخارجية الأمريكية نحو دعم القادة الذين يعززون التعددية والدبلوماسية الاستراتيجية، بعيدًا عن الحلول العسكرية. وقد برع الرئيس بارزاني في التوسط بين المجتمعات العرقية والدينية المختلفة، بما في ذلك الكورد والعرب والمسيحيين والإيزيديين، مما يتناغم مع قيم مؤتمر ميونخ في تعزيز الاستقرار عبر الحوار والحكم الرشيد. من المتوقع أن تكون أزمة سوريا في صدارة أجندة مؤتمر ميونخ للأمن، نظرًا لتعقيدات المشهد السوري وتشابك الأيديولوجيات والمصالح الإقليمية. في هذا السياق، يمتلك الرئيس نيجيرفان بارزاني رؤية معتدلة وحكيمة حول مستقبل المنطقة الكردية في شمال شرق سوريا (روجافا). ويمكن أن يكون له دور محوري في الدعوة إلى حلول سياسية شاملة تُحقق التوازن بين حقوق الكورد واستقرار المنطقة. على الرغم من الهزيمة العسكرية لداعش، لا تزال تهديداتها الأيديولوجية ماثلة في العراق وسوريا. لعبت قوات البيشمركة دورًا حيويًا في مكافحة الإرهاب، بقيادة الرئيس نيجيرفان بارزاني الذي أظهر التزامًا قويًا بإعادة تأهيل المجتمعات المتضررة، وخاصة دعم المجتمع الإيزيدي بعد محنتهم على يد داعش. يعكس هذا الالتزام رؤية متكاملة تتجاوز مكافحة الإرهاب إلى إعادة البناء والتعافي و التأهيل المجتمعي. حافظ الرئيس نيجيرفان بارزاني على نهج متوازن، محافظًا على علاقات بنّاءة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. يعكس حضوره في مؤتمر ميونخ للأمن دوره كوسيط موثوق وداعم للسلام في منطقة تعاني من الانقسامات. وكما أشارت د. قانتا أحمد، فإن دعم القادة الذين يعززون الاستقرار والحوار يمكن أن يكون مفتاحًا لحل الأزمات الإقليمية. لذلك يمثل حضور الرئيس نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن دليلاً على أهمية الدبلوماسية والشراكة العملية في مواجهة تحديات الأمن العالمي. في أوقات الأزمات الامنية، يظهر القادة الذين يُعززون التعايش والحوار كأعمدة للاستقرار والسلام. يُعد هذا المؤتمر فرصة ليس فقط للاعتراف بمساهمات كردستان في الاستقرار الإقليمي، ولكن أيضًا لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع المجتمع الدولي. من خلال توطيد العلاقات الدولية، يعكس الرئيس نيجيرفان بارزاني رؤية طموحة لمستقبل كردستان كجزء من نظام عالمي أكثر تعاونًا وأمنًا. إن مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن ليست مجرد فرصة دبلوماسية لكردستان، بل خطوة نحو مستقبل أكثر استقرارًا للعراق والمنطقة بأسرها.
د. سيروان عبد الكريم علي