تحل اليوم الذكرى السادسة عشر ليوم العلم الكوردستاني، وهو مناسبة تحمل رمزية عميقة تجسد هوية الشعب الكوردي وتطلعاته. في العام 2009 أقره برلمان إقليم كوردستان يوماً رسمياً يُحتفى به في كل أرجاء الإقليم، وكل من يحمل في وجدانه انتماءً لهذه الأرض.
لألوانه الأربعة حكاية منقوشة في قلوب الكورد، فالأحمر يرمز إلى دماء الآباء التي سالت وتضحياتهم المستمرة من أجل العيش الكريم والحرية، فلهذا الشعب الجبلي روح صقر لا تقبل إلا السماء ملعباّ لها وعينها على أرضها الخضراء بحياتها المتجددة المزدهرة وهذه هي دلالة لونه الأخضر.
اللون الأبيض يكتب رسالة السلام والتعايش السلمي، وهو لون جسده أهل هذ الأرض في ترحابهم بكل الأطياف التي أمِنَت العيش، وتعايشت، ومنهم من حمله ذكرى طيبة جعلته يحنّ إلى العودة من جديد كلما لاحت سانحة.
والشمس، هي الحقيقة ساطعة بأشعتها الواحد والعشرين، تشي بنور وحياة لا تقبل المداهنة على الثوابت، تتوسط العلم وكأن الألوان الثلاثة تحتفي بسطوعها، وتنحني لهيبتها.
أما لماذا 21 شعاعاً؟، ذلك أن هذا الرقم يحمل قدسية خاصة لتفاصيل حياة كثيرة ليس أقلها، يوم 21 آذار، يوم نوروز، يوم انتصار الإرادة على الظلم، وهو رقم مقدس عند الكورد الإيزديين، أيضاً.
هذه الراية تتجاوز الحدود السياسية لتنبسط فوق كل أرض الكورد "المقطعة بالخرائط المتكاملة بالجغرافية".
ليحتفي بها أبناؤها، فرحاً واستذكاراً وثباتاً. ويد تمتد بكل محبة لمن يحب لكنها الصقر الذي يرى كل صغيرة على الأرض وهو يحلق في عليائه.
إن الاحتفاء بيوم العلم في كوردستان لا ينفصل عن السياق الوطني العراقي الأوسع، بل يأتي ضمن إطار الاعتراف المتبادل بالهويات، وبناء دولة تقوم على الشراكة والحقوق الدستورية. وفي هذا المعنى، يبقى العلم رسالة أمل، ودعوة دائمة لأن يكون الرمز مقروناً بالفعل، والذاكرة مقرونة بالمسؤولية.
المصدر: رووداو