كوردستان العراق وحل حزب العمال الكردستاني: آفاق ما بعد الحرب ورؤية نيجيرفان بارزاني

خاص لموقع hiwar/د هوشيار مظفر علي أمين:... «نرحب بقرار حزب (العمال) الكردستاني بحل نفسه، وإلقاء السلاح، والاستجابة لدعوة السيد أوجلان، ونراه خطوة مصيرية تفتح صفحة جديدة في المنطقة». أضاف: «هذه الخطوة تدل على النضج السياسي، وتمهد الطريق لحوار حقيقي يعزز التعايش والاستقرار في تركيا، وجميع أنحاء المنطقة... لقد آن الأوان، والجميع ينتظر أن تُقابل هذه الخطوة المهمة بخطوات إيجابية وضرورية أخرى من قبل جميع الأطراف المعنية. فهذا يخلق أرضية مناسبة وملائمة وأساساً لسلام دائم وشامل، ينهي عقوداً من العنف والآلام والمعاناة، ويمضي بالمنطقة نحو آفاق جديدة من التقدم». نيجيرفان بارزاني ... ... قرار حزب العمال الكردستاني بحل نفسه وإلقاء السلاح يشكّل تحوّلاً تاريخياً قد يُعيد رسم ملامح المنطقة. هذه الخطوة التي رحبت بها أربيل بسرعة لافتة، تعيد ترتيب المعادلة الإقليمية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين إقليم كردستان وتركيا، وتعيد تأطير الأدوار السياسية والاقتصادية والأمنية.

مايو 12, 2025 - 19:32
كوردستان العراق وحل حزب العمال الكردستاني: آفاق ما بعد الحرب ورؤية نيجيرفان بارزاني

وكان إقليم كردستان، بزعامة نيجيرفان بارزاني، السبّاق في الترحيب بقرار حزب العمال الكردستاني. هذا الترحيب لم يكن مجرد بيان سياسي، بل يُعبّر عن رؤية متكاملة ينتهجها بارزاني منذ سنوات، تقوم على فكرة ترسيخ الاستقرار الإقليمي عبر الحوار وإنهاء النزاعات المسلحة.

والرئيس مسعود بارزاني، الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي الكردستاني،  أشاد  بالخطوات الإيجابية التي اتخذها حزب العمال، مؤكداً أن «التوجه نحو السلام يصب في مصلحة الجميع».

واما السيد نيجيرفان بارزاني، الذي يتبنى رؤية واضحة للسلام الإقليمي، شدد في بيانه على أن قرار حزب العمال يمثل خطوة مصيرية تفتح صفحة جديدة في المنطقة، وتُعيد صياغة العلاقات بين كردستان العراق وتركيا.

في تحليله، أكد نيجيرفان بارزاني أن «النضج السياسي» الذي عبّر عنه قرار حل الحزب يمكن أن يكون أساساً لحوار حقيقي يُفضي إلى سلام دائم. هذه الرسالة تتناغم مع مقاربة بارزاني الاستراتيجية التي بُنيت على أسس استقرار طويل الأمد، وليس مجرد تهدئة مؤقتة.

ولطالما حمل نيجيرفان بارزاني رؤية خاصة تجاه القضية الكردية، تتلخص في ربط المسار السياسي بالاقتصادي والأمني. بالنسبة له، فإن حل حزب العمال يُعيد رسم معادلة التوازن بين الأكراد وتركيا، ويخلق مناخاً مناسباً لتعزيز الشراكات الاقتصادية، ويفتح الباب أمام إعادة الإعمار وتطوير البنى التحتية.

هذه الرؤية للسيد نيجيرفان ليست جديدة. ففي مناسبات عدة، أكد بارزاني أن الحل السلمي هو الخيار الوحيد الذي يُمكّن الأكراد من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية دون استنزاف الموارد البشرية والعسكرية.

قرار حزب العمال بتفكيك هيكله العسكري جاء بمثابة فرصة ذهبية لترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس. إذ يسعى بارزاني إلى تحويل هذه اللحظة إلى نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من العلاقات مع أنقرة، تقوم على التنمية الاقتصادية والاستقرار الأمني.

ونرى ان هذا التناغم بين مواقف الزعيم مسعود  البارزاني ونيجيرفان بارزاني  يُظهر أن هناك خطة كردستانية موحدة لتوجيه المشهد نحو الاستقرار الإقليمي، بما يخدم مصالح الإقليم ويرسّخ دوره كلاعب محوري في إعادة ترتيب خريطة التحالفات الإقليمية.

واما آفاق ما بعد الحرب فهناك سيناريوهات متوقعة

1. استقرار أمني:

دخول الإقليم في مرحلة من الاستقرار الأمني بعد رفع عبء العمليات المسلحة.

تقليل التوترات الحدودية مع تركيا، وفتح قنوات تواصل جديدة.

2. إعادة الإعمار والتنمية:

استثمار الموارد التي كانت تُستنزف في النزاع، وتحويلها إلى مشاريع تنموية.

تعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا كجزء من خطة نيجيرفان بارزاني لتحويل كردستان إلى مركز تجاري إقليمي.

3. الدور الإقليمي لكردستان:

إعادة صياغة الدور السياسي لإقليم كردستان بوصفه وسيطاً بين الأطراف الكردية وتركيا بقيادة نيجيرفان

بناء علاقات جديدة مع أنقرة على أسس اقتصادية وأمنية بدلاً من المواجهة العسكرية.

ان حل حزب العمال الكردستاني نفسه وإلقاء السلاح خطوة تاريخية، لكنها ليست سوى بداية لطريق طويل من التحولات في المشهد السياسي الإقليمي.

نيجيرفان بارزاني يدرك أن هذه اللحظة هي فرصة تاريخية لتحقيق الرؤية التي لطالما سعى إليها: إقليم مستقر سياسياً، مزدهر اقتصادياً، ومؤثر إقليمياً.

في ظل هذا التحول، يبقى  نيجيرفان بارزاني منظرا استراتيجيا للسلام الكردي في العراق وخارجه كما دلت عليه مواقفه...