التوازن الذي صنعه نيجيرفان بارزاني في الحرب الأميركية – الإسرائيلية – الإيرانية تحليل استراتيجي
خاص لموقعhiwar:قاسم شفيق الخزعلي طالب كاظم سعداوي: نيجيرفان بارزاني لم يقف على الحياد، بل صنع من الحياد أداة للتأثير.

في خضم مواجهة مباشرة بين قوتين إقليميتين (إيران وإسرائيل) بغطاء دولي أميركي، برز موقف إقليم كردستان، بقيادة رئيسه نيجيرفان بارزاني، كعامل توازن إقليمي لا يمكن تجاوزه.
١. الحياد البنّاء لا الانسحاب السياسي
• بارزاني لم يعلن انحيازه لأي محور
• لم يصدر موقفاً عدائياً ضد أي طرف
• ركّز على “الحوار الشامل والبناء” كخيار وحيد
الحياد هنا لا يعني السلبية، بل إنتاج موقف مستقل يسعى إلى خفض التوتر، وتأكيد أن الإقليم ليس ساحة لصراع الآخرين.
الرسالة كانت واضحة: كردستان ليست طرفاً، لكنها طرف فاعل في احتواء المواجهة.
٢. ضمان أمن الداخل عبر ضبط الخارج
نيجيرفان بارزاني أرسل إشارات حاسمة:
• أراضي كردستان ليست منصة لاستهداف إيران أو غيرها
• لن يُسمح باستخدام الإقليم كجبهة بالوكالة
وبهذه السياسة:
• طمأن إيران
• حيّد الإقليم عن الردود العسكرية
• أوقف أي مسعى لاستخدام الإقليم في التصعيد
٣. ترسيخ دبلوماسية الردع الناعم
من خلال مواقف رئاسة الإقليم وبياناتها:
• ربط بارزاني الاستقرار بالمنطق لا بالقوة
• دعا لخفض التصعيد فور إعلان وقف النار
• شكر ترامب على انتهاج الحل السلمي
هذا الموقف الاستراتيجي لنيجيرفان رفع من مصداقية كردستان كصوت مستقل وعقلاني في منطقة تسيطر عليها الحسابات العسكرية.
٤. تجنيب كردستان الحرب النفسية والدعائية
• لم يُستدرج الإقليم إلى حملة إعلامية منحازة
• لم يسمح بأي نشاط عدائي ضد طرف من داخل أراضيه
• عزز ثقافة “عدم الانجرار” في الإعلام والسياسة
هذا منع التورط غير المباشر وأبقى كردستان بمنأى عن الاستقطاب.
٥. التواصل مع بغداد لصناعة خطاب موحّد
سياسة نيجيرفان بارزاني عملت على:
• تنسيق مستمر مع الحكومة الاتحادية
• البحث عن صيغة خطاب مشترك تجاه الحرب
• دعم موقف العراق الرافض لتحويله إلى ساحة صراع
ومن ثم، نجد لإقليم كردستان دورا مباشرا في وحدة المواقف العراقية من التدخلات والصراعات بالوكالة.
٦. القنوات الدبلوماسية: نحو ترسيخ الدور الإقليمي
رئاسة الإقليم كثّفت اللقاءات مع:
• السفراء الأجانب
• ممثلي المنظمات الدولية
• قادة رأي من الأطراف المتنازعة
هذه القنوات مكنت بارزاني من إيصال موقف الإقليم كطرف يسعى للسلام، مما يعزز صورة كردستان في المجتمع الدولي كمنطقة مستقرة، عاقلة، ومحايدة بإرادة لا بعجز.
المعادلة الصعبة مستمرة، لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن نيجيرفان بارزاني لا يتصرف برد الفعل، بل يصنع موقفاً استباقياً يحفظ الإقليم ويعزز مكانته مثلما هو موقف عراقي وطني يتماهى مع موقف الحكومة العراقية الموحد مع بيان الروح الوطنية لجميع العراقيين وهو ما يسعى له نيجيرفان بارزاني.