جسر التواصل - بارزاني وتسهيل العلاقات بين أربيل وبغداد

يوليو 27, 2025 - 09:38
جسر التواصل - بارزاني وتسهيل العلاقات بين أربيل وبغداد

في ظل التحديات المستمرة في العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، يبرز رئيس الإقليم نيچيرڤان بارزاني كجسر تواصل مهم وميسر للحوار بين الطرفين، حيث نجح في تحويل الخلافات إلى فرص للتفاهم والتعاون المثمر.

في السادس من تموز الماضي، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني أنه توصل مع بارزاني إلى حلول لأزمة رواتب موظفي الإقليم، وأن هذه الحلول ستتم مناقشتها في جلسة مجلس النواب القادمة. هذا الإنجاز الدبلوماسي يعكس قدرة بارزاني على إيجاد أرضية مشتركة مع المسؤولين الاتحاديين حتى في أكثر القضايا تعقيداً.

 أزمة الرواتب، التي استمرت لأشهر طويلة وأثرت على معيشة مئات الآلاف من موظفي الإقليم، تطلبت تدخلاً دبلوماسياً حكيماً من بارزاني، الذي استطاع من خلال حواراته المكثفة مع المسؤولين في بغداد إيجاد صيغة مقبولة للطرفين. هذا النجاح يؤكد على أهمية الدبلوماسية الهادئة والمثابرة في حل النزاعات المعقدة.

في التاسع من تموز، استقبل بارزاني مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في مصيف صلاح الدين، حيث تم بحث الأوضاع السياسية وآخر المستجدات الأمنية في العراق والمنطقة. هذا اللقاء يعكس الدور المهم الذي يلعبه بارزاني في التنسيق الأمني بين أربيل وبغداد، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المعقدة.

 التنسيق الأمني بين الإقليم والحكومة الاتحادية يُعتبر أحد أهم مجالات التعاون، حيث يدرك بارزاني أن الأمن لا يتجزأ وأن استقرار الإقليم مرتبط بشكل وثيق باستقرار العراق ككل. هذا الفهم العميق للترابط الأمني يجعله شريكاً موثوقاً للحكومة الاتحادية في مواجهة التهديدات المشتركة.

 في الثالث من تموز، استقبل بارزاني رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) محمد الحسن، حيث تم التأكيد على أهمية دور الأمم المتحدة في دعم العملية السياسية في العراق وتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف. هذا اللقاء يعكس الحرص على إشراك المجتمع الدولي في جهود تعزيز الاستقرار في العراق.

 الملف النفطي، الذي يُعتبر أحد أعقد الملفات في العلاقة بين أربيل وبغداد، شهد تطورات إيجابية بفضل الجهود الدبلوماسية المستمرة لبارزاني. رؤيته للحل تقوم على أساس المصلحة المشتركة والالتزام بالدستور العراقي، مما يوفر إطاراً قانونياً واضحاً للتفاوض.

النهج الدبلوماسي الذي ينتهجه بارزاني في التعامل مع بغداد يقوم على أساس الاحترام المتبادل والالتزام بالإطار الدستوري، مع التأكيد على حقوق الإقليم المشروعة. هذا التوازن الدقيق بين الحزم والمرونة يمكنه من تحقيق إنجازات ملموسة في الملفات المعقدة.

 الخبرة الطويلة لبارزاني في التعامل مع مختلف الحكومات العراقية المتعاقبة تجعله يدرك أهمية بناء علاقات شخصية قوية مع المسؤولين في بغداد. هذه العلاقات الشخصية تسهل عملية التفاوض وتفتح قنوات اتصال مباشرة يمكن استخدامها في الأوقات الحرجة.

 الرؤية الاستراتيجية لبارزاني للعلاقة مع بغداد تقوم على أساس أن قوة الإقليم تكمن في قوة العراق ككل، وأن الازدهار والاستقرار في الإقليم مرتبط بشكل وثيق بازدهار واستقرار العراق. هذه الرؤية تجعله يسعى دائماً لإيجاد حلول تخدم المصلحة العامة للعراق.

 التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق والإقليم تتطلب تعاوناً وثيقاً وتنسيقاً في السياسات، وهو ما يسعى بارزاني لتحقيقه من خلال حواراته المستمرة مع المسؤولين في بغداد. هذا التعاون الاقتصادي يمكن أن يكون مفتاحاً لحل العديد من المشاكل السياسية المعلقة.

 النجاح الذي حققه بارزاني في تسهيل العلاقات بين أربيل وبغداد يضعه في موقع فريد كوسيط موثوق يمكنه لعب دور مهم في تعزيز الوحدة الوطنية العراقية. هذا الدور يتطلب مهارات دبلوماسية عالية وفهماً عميقاً للديناميكيات السياسية المعقدة في العراق.

المصدر: تقرير سياسي- صوت أربيل