عن (275) سألني سائل فأجبت:
خاص لموقعhiwar/الدكتور هوشيار مظفر علي امين:لماذا 275؟ القائمة 275 تمثل اليوم التعبير الأوضح عن إرادة الكورد في أن يكونوا جزءًا فاعلاً في القرار العراقي، لا تابعين له. هي ليست قائمة انتخابية بالمعنى التقليدي، بل مشروع سياسي متكامل يقوده الزعيم مسعود بارزاني بفكر استراتيجي راسخ ورؤية تتجاوز حدود الإقليم نحو العراق والمنطقة.
في ظل تعقيدات المشهد السياسي، وتراجع ثقة المواطن العراقي عموماً بالخطابات والشعارات، استطاع الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يقدم نموذجاً مختلفاً يعتمد على الفعل لا القول، وعلى الاستمرارية لا ردّ الفعل.
الزعيم مسعود بارزاني، الذي قاد الحزب في أصعب المراحل، نقل التجربة الكردية من موقع الدفاع إلى موقع الشراكة.
فمنذ عام 2003 وحتى اليوم، ظلّ حريصاً على أن يكون صوت الكورد صوت الدولة، لا المعارضة.
تبنى نهجاً يقوم على بناء النفوذ بالعمل الميداني والواقعية السياسية.
لم يرفع شعارات فارغة، بل صنع حضوراً دائماً في بغداد وفي كل مؤسساتها، وهو ما جعل الكورد جزءاً من المعادلة لا خارجها.
والقائمة 275 هي امتداد عملي لهذا النهج.
فهي تضم نخبة من القيادات السياسية والإدارية والاقتصادية التي تمثل كوردستان بكل تنوعها.
لا تعتمد على الرموز فقط، بل على الكفاءات التي أثبتت نجاحها في إدارة الملفات المعقدة داخل الإقليم وفي العلاقة مع المركز.
كل اسم فيها تم اختياره بعناية، وفق معايير الخبرة والقدرة على التمثيل، لأن الحزب يدرك أن البرلمان ليس منبراً للخطابة، بل ساحة لصنع القرار.
القيادة السياسية التي يرسم ملامحها الزعيم مسعود بارزاني ويحددها السادة مسرور بارزاني ونيجيرفان بارزاني تقوم على ثلاث ركائز أساسية.
الأولى: الحفاظ على وحدة الصف الكردي داخل الإقليم.
الثانية: تعزيز الاستقرار السياسي والإداري لضمان بيئة آمنة للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
الثالثة: بناء شراكات وطنية متوازنة داخل بغداد، تضمن حماية حقوق الإقليم دون صدام مع الآخرين.
كما عبر عن ذلك نيجيرفان بارزاني.
هذه الركائز تحولت إلى سياسات تنفيذية واضحة بفضل التنسيق الدائم بين رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة.
فرئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، يمثل الوجه الدبلوماسي المتزن لهذا المشروع.
يتعامل مع القضايا الخلافية بعقلية تفاوضية، ويركز على حماية المكاسب السياسية للإقليم من خلال الحوار المستمر مع بغداد والمجتمع الدولي.
ولقد نجح في السنوات الأخيرة في إعادة ادارة الازمات بين كوردستان والحكومة الاتحادية بعد أزمات متراكمة حول النفط والميزانية والرواتب والتمثيل الإداري.
وتعاطيه الهادئ مع الملفات الحساسة، من كركوك إلى الموازنة، جعل منه رمزاً للعقلانية السياسية في منطقة تميل إلى التوتر الدائم.
وكذلك في المقابل، يعمل السيد مسرور بارزاني، رئيس وزراء الإقليم، على تنفيذ البنية التحتية لهذا المشروع السياسي من الداخل.
ولقد ركزالسيد نيجيرفان بارزاني على إصلاح المؤسسات، وتطوير الإدارة العامة، ومكافحة الفساد، وتحديث النظام المالي.
وأطلق برامج لتنظيم العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص، ودعم الاستثمار في الطاقة والزراعة والسياحة.
وفي عهده، تحولت كوردستان إلى منطقة جاذبة للاستثمار، وارتفعت معدلات التشغيل رغم الأزمات الاقتصادية التي ضربت العراق والمنطقة.
كما بدأ خطة لتوحيد قوات البيشمركة ضمن هيكل رسمي منضبط، لتصبح مؤسسة وطنية موحدة، لا تشكيلات حزبية متفرقة.
هذا التناغم بين القيادة الكوردية للزعيم مسعود بارزاني والقيادة السياسية العليا للبارتي والاقليم وزراء وحكومة، هو ما جعل تجربة كوردستان مختلفة عن سائر مناطق العراق.
فبينما عانت محافظات الوسط والجنوب من صراعات متعددة، تمكنت كوردستان من الحفاظ على استقرارها بفضل وضوح القرار ووحدة القيادة.
لذلك القائمة 275 اليوم تمثل هذا الانسجام بين الرؤية السياسية والتنفيذ العملي، فهي نتاج منظومة حكم تعرف ماذا تريد وكيف تصل إليه.
أحد أبرز أهداف القائمة275 هو ضمان التمثيل القوي للكورد في البرلمان العراقي بما يعكس ثقلهم الفعلي في الدولة.
ليست المسألة عدد مقاعد فقط، بل مضمون الدور الذي يلعبه ممثلو الإقليم في صياغة التشريعات والسياسات العامة.
فالحزب الديمقراطي الكوردستاني يسعى عبر مرشحيه إلى نقل صوت كوردستان إلى قلب النقاش البرلماني حول قضايا النفط، الموازنة، الأمن، وتوزيع الصلاحيات.
هذا الدور لا ينحصر في الدفاع عن مصالح الإقليم، بل يمتد إلى المساهمة في بناء دولة عراقية متوازنة تحترم التعددية والتنوع.
العمل الميداني الذي تقوده قيادة الحزب لا يتوقف عند حدود السياسة.
ففي السنوات الأخيرة، أطلقت الحكومة بإشراف مباشر من الرئاستين رئاسة الوزراء ورئاسة الحكومة مبادرات في مجالات التعليم والطاقة والزراعة والبنية التحتية.
وتم توسيع شبكة الطرق السريعة وربط المدن الكردية بمناطق الإنتاج الصناعي.
كما أُعيد تفعيل مشاريع المياه والطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز كهرباء الاقليم.
هذه المبادرات ليست مجرد مشاريع خدمية، بل أدوات سياسية لإثبات أن كوردستان قادرة على إدارة نفسها بكفاءة واستقلالية.
في المجال الاجتماعي، تم إطلاق برامج لدعم الشباب وريادة الأعمال، وتوسيع المنح الدراسية داخل وخارج الإقليم، وتطوير الجامعات الحكومية والخاصة.
كما أُعيد النظر في نظام الضرائب والتقاعد لضمان عدالة التوزيع وتحسين مستوى المعيشة.
هذه السياسات جعلت كوردستان نموذجاً نسبياً في الحكم الرشيد داخل العراق، ما رفع من مكانة الحزب الديمقراطي الكوردستاني باعتباره الحزب الذي يربط بين الخطاب الوطني والإدارة الواقعية.
الزعيم مسعود بارزاني امس واليوم وغدا المرجع الأعلى لهذا التوازن.
حيث تأثيره حاضر في كل قرار سياسي مهم.
يحتفظ بعلاقات داخلية متينة، ويملك شبكة تفاهمات دولية تتيح له لعب دور الضامن السياسي للإقليم ورأينا الحفاوة به في فرنسا في زيارته قبل ايام.
هو يقود باستراتيجياته إدارة هادئة تُبقي كوردستان بمنأى عن الانقسام الداخلي.
وتحت قيادته الفكرية، يتعامل الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع السياسة كمسؤولية لا كصراع، ومع بغداد كشريك لا كخصم.
الطموح الكردي الذي يجسد روح القائمة 275 لا يتوقف عند ضمان الحقوق الدستورية، بل يتجه نحو ترسيخ نموذج حكم متقدم داخل العراق.
القيادة الكردية تدرك أن بقاء الإقليم قوياً ومزدهراً هو الضمان الوحيد لثبات موقع الكورد في محددات الدولة العراقية.
لهذا تركز على التنمية والبنية المؤسسية أكثر من الشعارات السياسية.
ونجاح كوردستان في بناء مؤسساتها المدنية وتطوير اقتصادها بات اليوم أهم ورقة تفاوضية لها في علاقتها مع المركز.
القائمة 275 تمثل خلاصة هذه الرؤية العملية.
هي دعوة للناخب الكردي بأن يكون جزءاً من مشروع طويل الأمد يقوده حزب عرف كيف يتحول من حركة تحرر إلى مؤسسة حكم، ومن المعارضة إلى المشاركة الفعّالة.
التصويت لها ليس مجرد تأييد لحزب، بل ثقة بمنظومة حكم أثبتت قدرتها على الإدارة، وحافظت على كرامة الإقليم رغم كل الضغوط.
هي الخيار الذي يجمع بين الحكمة السياسية لقيادة أثبتت صدقها، والقدرة التنفيذية لحكومة تعرف حدودها وإمكاناتها، والدبلوماسية المتزنة التي يديرها نيجيرفان بارزاني.
في زمن تتغير فيه التحالفات كل يوم، بقي الحزب الديمقراطي الكوردستاني ثابتاً على مبدأ واضح:
أن مصلحة كوردستان لا تُقاس بالمكاسب اللحظية، بل بموقعها في مستقبل العراق.
لهذا يركز على الحضور الفعلي داخل مؤسسات الدولة الاتحادية، وداخل المؤسسات الفدرالية كالبرلمان الخاص بالاقليم ووزارات الاقليم، وعلى بناء تحالفات طويلة المدى تضمن حقوق الكورد وتخدم استقرار البلاد.
القائمة 275 ليست قائمة مكتوبة هكذا على ورقة انتخابية.
هي خلاصة تجربة حكم وإدارة وبصيرة سياسية نضجت عبر العمل اليومي، وتعرف أن الطريق نحو المستقبل لا يُشق بالشعارات، بل بالتخطيط والنتائج.
هي رسالة واضحة من كوردستان إلى كل العراقيين بأن الكورد لا يسعون إلى الانفصال، بل إلى شراكة حقيقية فدرالية تُبنى على الاحترام المتبادل والالتزام بالدستور.
من يصوّت لها يختار الواقعية، ويمنح ثقته لقيادة صنعت من كوردستان نموذجاً للتماسك في منطقة مضطربة.
القائمة 275 هي اليوم عنوان المرحلة الكردية الجديدة.
مرحلة توازن بين الطموح القومي والمصلحة الوطنية، بين التاريخ والمستقبل، بين مسعود بارزاني الذي أسس، ونيجيرفان ومسرور اللذين ينفذان، وبين كوردستان التي تحلم وتعمل في الوقت نفسه.
كل صوت يُمنح لهذه القائمة هو خطوة إضافية نحو عراق أكثر استقراراً، وكوردستان أكثر قوة، وشعب كردي أقرب إلى طموحاته التي لم تتغير:
الكرامة، الحكم الرشيد، والمكانة التي يستحقها بين شعوب المنطقة.
275 لمن سألني هي الكورد وكوردستان وارث مصطفى بارزاني وادريس بارزاني مثلما هي جوهرة الزعيم مسعود بارزاني....