شارع الرشيد يعود إلى الحياة.. رمز ثقافي وتاريخي لبغداد

أُعيد افتتاح شارع الرشيد التاريخي في بغداد، بعد أعمال تجديد واسعة، ليعود من جديد إلى الحياة ويستقبل الزوار والمتسوقين ورواد المقاهي.
يُعدّ شارع الرشيد رمزاً للهوية الثقافية لبغداد، حيث يعدّ واحداً من أقدم الشوارع في العراق، ويحمل أهمية تاريخية عميقة تعود إلى أكثر من قرن.
وقال عماد هليل، المحاضر الجامعي من بغداد: "لشارع الرشيد أهمية تاريخية عميقة في تاريخ العراق القديم والحديث. لذا، أكرر، شارع الرشيد هو ملتقى للمثقفين العراقيين."
من جهته، أكد المخرج السينمائي فلاح كمال قائلاً: "يمثل شارع الرشيد هوية بغداد، أعني تاريخها وحضارتها وتراثها. إنه أقدم شارع في العراق كله، وليس بغداد فقط. كل يوم جمعة، يمر طريقنا إلى شارع المتنبي عبر شارع الرشيد. إنه واحتنا، كيف أصفه؟ إنه طريقنا إلى الثقافة لأنه في جوهره يتعلق بالثقافة. إنه شارع الثقافة العراقية."
وعن تاريخ الشارع، أكد هليل أن "شارع الرشيد كان أول شارع مستقيم في مدينة بغداد القديمة، شقه العثمانيون عام 1916 ليكون طريقاً عسكرياً يمتد من الشمال إلى الجنوب محاذياً لنهر دجلة."
وقد تم تنفيذ أعمال التجديد والترميم الأخيرة في شارع الرشيد ومبانيه القديمة من قبل بلدية بغداد، بتمويل من البنك المركزي العراقي، وذلك في إطار مشروع لإعادة تأهيل المناطق القديمة في بغداد.
يعدّ شارع الرشيد، الذي شهد مراحل مفصلية في تاريخ العراق الحديث، شاهداً على تحولات كبرى. ففي عام 1920، كان الشارع مسرحاً لثورة العراقيين ضد الاستعمار البريطاني، وفي عام 1958، شهد الشارع سحب جثة ولي العهد الأمير عبد الإله، في انقلاب قاده عبد الكريم قاسم. كما شهد الشارع محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها قاسم في عام 1959 من قبل صدام حسين.
تعد أعمال تجديد الشارع جزءاً من مشروع ممول من البنك المركزي العراقي، والذي يشرف عليه بالتعاون مع رابطة المصارف الخاصة العراقية، ويهدف إلى إعادة الحياة للمناطق القديمة في بغداد وتعزيز مكانتها الثقافية والتاريخية.
المصدر: رووداو