كيف نفهم مشاركة نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن 2025؟
أكرم طالب الوشاح( كبير باحثي مجموعة ادارة الازمة وقيادة الصراع في العراق ومختص الاقليات العراقية):السيد رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني يعد من الشخصيات السياسية الكردية والعراقية البارزة في الشرق الأوسط، حيث استطاع بفضل رؤيته المتوازنة ودبلوماسيته الفاعلة أن يكسب ثقة قوى دولية وإقليمية. هذه الثقة لا تنعكس فقط على شخصه، بل تمتد إلى إقليم كردستان، الذي أصبح يُنظر إليه كعامل استقرار وسط منطقة مضطربة.
تزايد الاعتماد الدولي على الإقليم يعكس إدراكًا متناميًا بأن كردستان يمكن أن يلعب دورًا أكبر في تحقيق التوازنات الإقليمية، سواء عبر الحوار مع بغداد أو المساهمة في استقرار المناطق المتأزمة في الشرق الأوسط. مشاركة بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن 2025 تأتي في سياق هذا الدور المتصاعد، حيث يسعى لتعزيز الشراكات السياسية والأمنية مع المجتمع الدولي.
دور الوسطية في حل النزاعات الإقليمية
الوسطية نهج يتبناه بارزاني منذ سنوات، وهو ما جعله وسيطًا مقبولًا لدى أطراف مختلفة. في مؤتمر ميونخ، 2025م حيث تُطرح القضايا الأمنية الكبرى، وسط دراسة القطبية وامن الاقطاب الحديث والمعاصر يمكن للوسطية أن تلعب دورًا حيويًا في تقريب وجهات النظر بين القوى المتباينة.
مشاركة السيد نيجيرفان بارزاني تتيح له فرصة تقديم رؤيته لحل الأزمات في سوريا، العراق، والعلاقات التركية-الكردية، إضافة إلى مناقشة التطورات في غزة وإيران. من خلال هذه المشاركة، يمكن أن يسهم في بناء تفاهمات جديدة تساعد على تخفيف التوترات في المنطقة، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها الشرق الأوسط.
التغيرات الإقليمية وتوازن القوى ودور الكرد
الشرق الأوسط يشهد تغيرات دراماتيكية، من إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية إلى تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية. في ظل هذه التحولات، يبدو أن دور الكرد أصبح أكثر وضوحًا كعامل استقرار يمكنه التأثير في المعادلات السياسية والأمنية.
مشاركة نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ تعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية الدور الكردي. كردستان، رغم التحديات التي تواجهها، حافظت على استقرارها النسبي مقارنة بمناطق أخرى، وهذا ما يجعلها شريكًا موثوقًا في أي معادلة إقليمية جديدة.
من خلال هذه المشاركة، يسعى نيجيرفان البارزاني إلى تأكيد أن الإقليم ليس مجرد متلقٍ للتطورات، بل شريك فاعل في صياغة الحلول والتوازنات. هذا الظهور على المستوى العالمي يرسخ مكانة كردستان كجزء من المنظومة الأمنية والسياسية للشرق الأوسط.
ان مشاركة نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونخ للأمن 2025 ليست مجرد حضور دبلوماسي، بل تعكس دورًا استراتيجيًا متزايدًا لكردستان في الشرق الأوسط. الثقة الدولية به، والاعتماد المتزايد على الإقليم، والقدرة على لعب دور الوسيط في النزاعات، كل ذلك يجعل من هذا الحضور خطوة مهمة في تعزيز موقع الكرد ضمن التوازنات الإقليمية والدولية.