نحو الوحدة في الإيمان – يوم الصلاة الوطني

أبريل 23, 2025 - 23:48
نحو الوحدة في الإيمان – يوم الصلاة الوطني

بقلم: لينا بنيامين

في وقتٍ تتزايد فيه التحديات وتشتد فيه الحاجة إلى التماسك، جاء يوم الصلاة الوطني لهذا العام مختلفًا، لا من حيث الحضور فقط، بل من حيث الرسالة. تحت شعار "نحو الوحدة في الإيمان"، اجتمع أبناء الوطن، قادة وشعبًا، ليعلنوا في صوتٍ واحد أن الإيمان لا يُفرّق، بل يوحّد.

 في قاعة أربيل الكبرى، ساد صمتٌ مقدس حمل أكثر من معنى، وتجلّت فيه ملامح اللقاء الصادق بين السماء والأرض. شخصيات سياسية بارزة من حكومة الإقليم حضرت الحدث، ليس بصفتها الرسمية فقط، بل كأفراد يحملون قلق المرحلة وأمل الشعب.

كان حضور الرئيس مسعود بارزاني تجسيدًا حيًّا لروح التآلف والتعاون التي شكّلت جوهر ثقافة الإقليم، وهي الروح التي غرسها خلال سنوات قيادته. وقد مثّل هذا اللقاء، الذي جمع مختلف الأطياف رغم التباينات، انعكاسًا واضحًا للنهج الذي سار عليه في بناء الإقليم وتحقيق التوازن بين القوى السياسية والثقافية.

ثم جاء دور الرئيس نيجيرفان بارزاني، الذي كان له الدور الأبرز في توجيه هذا اليوم ورسائله. الرئيس نيجيرفان، في كلمته التي ألقاها في تلك اللحظات التاريخية، تحدث عن أهمية الوحدة في الإيمان كمفتاح للسلام المجتمعي. وقال: "الوحدة في الإيمان هي بوابة السلام المجتمعي. حين نصلّي معًا، نؤكد للعالم أن قوتنا لا تكمن في تطابقنا، بل في قدرتنا على التعايش بمحبة واحترام."

 تحت قيادة الرئيس نيجيرفان بارزاني كرئيس لإقليم كردستان ، برزت رؤيته المتقدمة في تعزيز التعايش والتعددية الثقافية. كان يدرك أن الوحدة الحقيقية لا تأتي من فرض التطابق، بل من الاحترام المتبادل والاعتراف بالقيم المتنوعة التي تميز المجتمع الكردي. كان إيمانه بأن التعدد الثقافي والديني ليس عائقًا، بل مصدرًا للقوة، أحد العوامل الرئيسة التي شكلت ملامح سياسة حكومته طوال فترة توليه المناصب.

 ومن على المنصة ذاتها، أكّد رئيس حكومة الإقليم، السيد مسرور بارزاني، على دور الإيمان في إعادة بناء الروح الوطنية، قائلاً: "الإيمان ليس فقط علاقة شخصية بالله، بل مسؤولية جماعية تجاه بعضنا البعض. نصلي اليوم لأننا نؤمن أن الوحدة تبدأ من القلب."

 كان مشهد الجموع وهم يرفعون أيديهم إلى السماء، صامتين أحيانًا، باكين أحيانًا أخرى، أقوى من أي بيان. رجال، نساء، شباب، شيوخ، كلهم جاؤوا بحثًا عن معنى، عن راحة، عن بداية جديدة. كانت الصلاة المشتركة بمثابة تجديد لعهد المواطنة المشتركة، وفعل مقاومة روحية ضد التفرقة.

"نحو الوحدة في الإيمان" لم يكن مجرد شعار ليومٍ واحد، بل دعوة مفتوحة أن نحمل هذه الروح معنا، في قراراتنا، في كلماتنا، في تعاملنا مع الآخر. لأن الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالإيمان الصادق والعمل المشترك.

وفي لحظة الختام، حين انتهت الكلمات، بقي شيءٌ واحدٌ حاضرًا في القاعة: الصمت الجميل... صمت يدل على أن شيئًا حقيقيًا حدث هنا، في هذا اليوم، في هذه الصلاة.