حديث استقصائي عن ادريس نيجيرفان بارزاني...
بقلم: طالب كاظم سعداوي :::: :::: الشيخ ادريس نيجيرفان ادريس بارزاني، الاسم الذي يتردد كثيرا في المشهد الكردي والعراقي بوصفه امتدادا لمدرسة سياسية واجتماعية ورثها عن أبيه نيجيرفان بارزاني، لا يطل من باب الصدفة، بل من خلال مبادرات ملموسة ذات أثر مباشر على المجتمع. مبادرته الأخيرة قبل اشهر لزراعة عشرين ألف شجرة زيتون في محيط مدينة أربيل لم تكن فعلا بيئيا مجردا، بل دلالة على رؤية شاب يعي أن القيادة في جوهرها ليست خطابا سياسيا أو حضورا بروتوكوليا، بل عملا ميدانيا يعكس التزاما طويل المدى تجاه الأرض والناس.

القراءة الدقيقة لهذه الخطوة تكشف عن جانبين متداخلين. الأول يتمثل في وعي إدريس بالبعد الرمزي لشجرة الزيتون، فهي ليست مجرد غطاء أخضر للمدينة، بل علامة على السلام والاستقرار والجذور العميقة. اختيار الزيتون لم يكن محايدا، إنه إعلان غير مباشر عن مشروع يربط الحاضر بالمستقبل، ويضع البيئة في قلب النقاش التنموي. الجانب الثاني يتمثل في جرأة التوجه نحو مشاريع كبرى تستهدف البنية البيئية، وهو ميدان ظل لسنوات مهمشا أمام أولويات سياسية واقتصادية.
اللافت في هذا التحرك أنه لم يأت معزولا عن خطاب عام، بل ترافق مع حضور إدريس في الفضاء المدني والاجتماعي، وحرصه على إظهار نفسه كجزء من هموم الجيل الجديد، لا كوجه سياسي تقليدي. في مجتمع يئن من ضغط التوسع العمراني والتلوث وضعف التشجير، يصبح زرع آلاف الأشجار رسالة قيادة أكثر من كونها مبادرة بيئية. إنها محاولة لإعادة تعريف العلاقة بين السلطة والمجتمع عبر الفعل العملي.
ملامح شخصية إدريس في هذا السياق تبدو انعكاسا لصورة والده. نيجيرفان بارزاني بنى حضوره على سياسة الأبواب المفتوحة والاقتراب من تفاصيل حياة الناس، وإدريس يسير في الاتجاه ذاته لكن بخطاب مختلف يناسب جيله. الفارق أنه يحاول أن يترجم تلك الروح عبر ممارسات ترتبط بالبيئة والمجتمع المدني، وهو ميدان يتطلب صبرا ورؤية تتجاوز الحسابات السريعة.
التحقيق في مبادراته المجتمعية والانسانية يوضح أنها ليست حملة إعلامية عابرة، إذ ترتبط بخطة أوسع لتوسيع المساحات الخضراء في أربيل، ما يعني أن إدريس يضع نفسه في قلب مشروع طويل الأمد، وهو ما يميز السياسي الجاد عن المستعرض. أن يتحرك شاب من عائلة سياسية كبيرة في هذا الاتجاه، فهذا لا يعكس فقط إرثا وراثيا، بل أيضا اختيارا واعيا لتجسيد صورة القائد الذي “ينجب قائدا”.
والمرجح لدى المحللين ان إدريس بارزاني سينجح في تحويل هذه المبادرات إلى مسار سياسي واجتماعي متكامل، حيث المؤشرات الأولى تقول إننا أمام تجربة تحاول أن تعيد تعريف القيادة من خلال الفعل المدني، وأن تزرع جذورها في أرض أربيل كما تُزرع أشجار الزيتون في ضواحيها.
ادريس بارزاني رجل قادم من رجل اسمه نيجيرفان بارزاني بارث ادريس بارزاني الجد...
::::
::::